تعتبر القصبات من أهم أنواع المعمار الذي تميزت به منطقة الجنوب الشرقي على وجه العموم، وإقليم تنغير خصوصا، ما يوضح مدى خبرة البنائين الذين كان لهم الفضل في تشييد هذا النوع من المعمار الأصيل، وإلمامهم بالتقنيات المستعملة في البناء ومواده.
قصبة "محمد أعلي الشاجيع" بدوار أيت علي ويكو / جماعة تلمي إقليم تنغير أنموذج حي للعمارة الترابية المغربية الضاربة في التاريخ، تعبر عن ثقافة مجتمع تكيف مع المجال الذي عاش فيه، واستغل ما توفره الطبيعة من مواد مختلفة في جميع مراحل البناء؛ بدءا باختيار الموقع المناسب للبناء، ثم بناء الأساسات، مرورا بمرحلة بناء الجدران، ووصولا لمرحلة التسقيف. وقد اجتمعت في هذه البناية جل صفات البَنَّاء الحرفي الحقيقي، إلا أن هذا القصبة تواجه تحديات طبيعية ألحقت بها أضرارا متباينة في مكوناتها المعمارية، بل وأدت إلى اندراس بعضها. وتتجلى هذه التحديات في السيول، والفيضانات المتكررة والعنيفة للأودية، خاصة وان الأمر يتعلق بوسط طبيعي معروف بتساقطات مطرية وثلجية كثيفة.